الطهارة فضلها ومعناها

الطهارة

أول باب من أبواب الفقه هو الطهارة والطهارة ضد النجاسة لغة وشرعاً

التعريف اللغوي الطهارة لغة مصدر لفعل ثلاثي ماضيه طهر يقال طهر يطهر طهارة وطهوراً والطهارة في اللغة هي النظافة وهي قسمان طهارة مادية وطهارة معنوية فالمادية يقصد بها إزالة الأوساخ من على البدن أو الثوب وأما الطهارة المعنوية فيقصد بها النزاهة وحسن الخلق في التعامل مع الأخر كما يقال على موظف ما هذا رجل طاهر اليدين أي (لا يقبل رشوة )ويقال على الفتاة الإنسان ندي اللسان طاهر اللسان أي ليس بذئ ولا يتكلم بالكلام الفاحش وهكذا
التعريف الشرعي الطهارة شرعاً هي إزالة مانع يمنع صاحبه من بعض العبادات كالصلاة والطواف بالكعبة وما في حكمهما وتنقسم إلى نوعين طهارة حقيقية وهي التي تكون بالماء الطهور وطهارة حكمية هي التي تكون بالتراب (التيمم) وتسمى حكمية لأنها نعطي صاحبه حكم المتطهر لفترة محددة وبشروط محددة ويفقد هذا الحكم إذا فقد أحد الشروط أو بمجرد وجود الماء الطهور .. وتنقسم كذالك إلي طهارة كلية إذا عم الماء جميع الجسم (في حالة الغسل) وجزئية إذا مس الماء المخصوص أجزاء مخصوصة من الجسم وبشروط مخصوصة حددها الشارع الحكيم
(في حالة الوضوء) .. أي أن الطهارة شرعاً هي الغسل والتيمم
فضل الطهارة للطهارة فضل عظيم فيكفيها شرفاً وفضلاً أن ذكرها الله في كتابه قال الله عز وجل {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} الأنفال 11
ومن فضل الطهارة أنها تجلب محبة الله عز وجل للعبد قال الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } البقرة 222
ومن فضل الطهارة أنها تذهب رجز الشيطان
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ} الأنفال 11
ومن فضل الطهارة أنها إتمام لنعمة الله على العبد المسلم قال الله
{وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} المائدة 6
ومن فضل الطهارة أنها تعدل شطر الإيمان كما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه والترمذي في جامعه والنسائي وابن ماجة والدارمي كل في سننه وأحمد بن حنبل في مسنده وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه واللفظ لمسلم من حديث
أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
{« الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا »}فالطهور أي الطهارة تعدل شطر أي نصف الإيمان كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأكتفي بهذا القدر حتى لا أطيل عليكم
وآمل في لقاء قريب إن شاء الله ...